منوعات

المصري لايت حدوتة قبل السحور وقصة ظهور أول فانوس في مصر قبل ألف عام

للشهر الفضيل وقعه الخاص في وجدان المصريين الذين أعاروه اهتمامهم على الصعيدين الديني والاجتماعي، وخصصوا لاستقباله  طقوسًا ميزتهم عن غيرهم من الشعوب الإسلامية؛ فحكايا رمضانات مدينة الألف مأذنة  المشبعة بالهوية المصرية الخالصة لا حصر لها.

على مدار الشهر الفضيل يصحبكم «المصري لايت» عبر سلسلة «حدوتة قبل السحور» في رحلة يومية لسرد  حكايات رمضانات المصريين، وكيف طغت هويتم على طقوس هذا الشهر الفضيل، الذي صبغوه بنزعتهم الخاصة رغم تباين الثقافات التي مرت على مصر بدءًا  من القرن السابع الميلادي مع الفتح الإسلامي لمصر مرورًا بالعصر المملوكي والعثماني، ثم وصولًا إلى القرن التاسع عشر.

الحلقة  السادسة : قصة أول فانوس ظهر في مصر قبل ما يزيد قبل مايزيد عن ألف عام 

في 5 رمضان من العام 362 هجرية، 973 ميلاديًا  دخل المعز لدين الله الفاطمي إلى مصر  قادمًا من المهدية (تونس حاليًا) عقب  ثلاثة  أعوام من سقوطها بيد قائده جوهر الصقلي، الذي تمكن من دخول مصر والاستيلاء على عاصمتها  الفسطاط،  في 358 هجرية/ 969 ميلادية،  وبينما أمر جوهر الصقلي المصريين باستقبال الخليفة جرج عدد كبير منهم لاستقبال الخليفة  بالفوانيس، عملًا بالعرف السائد للخروج ليلًا، آنذاك.

صاحب دخول المعز موكبًا احتفاليًا كبيرًا أشبه بمواكب المصريين لاستطلاع الهلال آنذاك، إذ اتجه عدد كبير   من الرجال والنساء والأطفال، إلى أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بـ”المعز” الذي وصل البلاد مساءًا؛ حاملين المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة، ومنذ ذلك الحين أصبح الفانوس طقسًا مرتبطًا في الاذاكرة الجمعية للمصريين بقدوم رمضان   وأحد أبرز مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل، حسب كتاب «تاريخ جوهر الصقلي»، للكاتب علي إبراهيم حسن.

ولما سُر الخليفة بموكب استقباله ازدهرت صناعة الفوانيس في مصر خلال العهد الفاطمي؛ غير أن  وجود ضوء في الشوارع أتاح الفرصة  لظهور المزيد من المظاهر الاحتفالية في رمضان كخروج الرجال للاستماع إلى الراوي والاستمتاع بجلسات السمر بالمقاهي من جانب،  وخروج الاطفال بالفوانيس للعب واللهو مساءًا حتى  تطوروت عادة حمل الفانوس وعُرفت فيما بعد بـ بـ«عادة رمضان»، حيث يمر الأطفال بالفوانيس يغنون بعض الأغاني المتعلقة بالشهر الفضيل ويطرقون أبواب البيوت ويأخذون ما يجود به أهل المنازل.

انتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية، وأصبح جزءا من تقاليد شهر رمضان، لاسيما في دمشق وحلب والقدس وغزة وغيرها.

عُزلت مصر عن الخلافة العباسي، ٬وأصبحت ولاية فاطمية اهتبارًا من عام 969 ميلاديًّا، و بدأ «جوهر» يعد العدة لبناء مدينة جديدة تمهيدًا لنقل مركز الدولة الفاطمية من تونس إلى مصر؛ فبنى للخليفة قصًرا فخمًا شمال الفسطاط ٬ وبنى معه منازل الوزراء والجند، وكانت هذه بداية مدينة القاهرة، فقد كانت «الفسطاط» عاصمة مصر بعد دخول عمرو بن العاص وفي عهد العباسيين٬ ثم «القطائع» في عهد الطولونيين٬ ثم أصبحت «قاهرة المعز» هي العاصمة حتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى